مسرحية المبتدأ و الخبر للأطفال مكتوبة Word
مرحبا بك في مدونة معلمي،
أمام القاضي
يدخل طالب بلباسه التقليدي السروال و السترة و العمامة يتجول في المسرح بغرور حتى يصل الى المقدمة، ثم يخاطب الجمهور معرفا بنفسه قائلا :
دائما أن أول الناس, لا يتقدم علي أحد، مؤثر في غيري، و أهم شيء عندي أنه لا يسبقني أحد حتى لو جئت متأخرا فأنا الأول، ثم ينشد قائلا:
أنا الأول أنا الأول
أنا في الصف أتجول أمامي الكل يتحول
فلا قبلي يضاهيني ولا بعدي يكن أول
يدخل طالب آخر(الخبر) بنفس لباس الطالب الأول مع اختلاف اللون.
فيقع نظره على المبتدأ فيخاطبه قائلا : من أنت؟
المبتدأ: قد عرفت بنفسي. أما سمعتني؟
الخبر: لو سمعت لعرفت.
المبتدأ: يردد المقطوعة :
أنا الأول أنا الأول
أنا في الصف أتجول أمامي الكل يتحول
فلا قبلي يضاهيني ولا بعدي يكن أول
الخبر: لا أعلم أحدا يستغني عني ، وعن أخباري.
المبتدأ: غيري نعم، أما أنا فلا.
الخبر: بل أصدر الحكم عليك .
المبتدأ: علي أنا. ها ها ها ها ها من أنت؟
الخبر: أنا صاحب الأخبار، ثم ينشد:
أنت لا شيء بدوني أنت واحد أنت خامد
أنت لا تحيى فريدا أو تعيش العمر صامدا
المبتدأ: أنا المقدم على كل شيء، ويسند كل شيء إلي، و الكل ينفذ أوامري. فهل أنت كذلك؟
الخبر: أنا أكثر من ذلك. فانت لا شيء بدوني، بل أنا الذي أصدر الحكم بمنزلتك التي أنت فيها.
المبتدأ: كيف هذا وانا المتصرف في حياتك؟
الخبر: هذا ما قضى به الحق والعدل.
المبتدأ: أين الحق و العدل؟ أنا معروف دائما مرفوع الرأس، عالي الهمة واضح المكان أما أنت فأحيانا تكون فردا، و أحيانا لك وجوه عدة .
الخبر: هذه ميزة لي، وليست لك. فأنت صعب المعشر، لا أحد يجتمع بك ولك صورة واحدة فقط.
المبتدأ: أنا المتفضل عليك دائما.
الخبر: ما الفضل الذي لك علي؟
المبتدأ: أن الذي رفعت رأسك بين الأمم.
الخبر: و أنا الذي حكمت بفضلك، و بدوني ليس لك هدف و معنى.
المبتدأ: أراك تطاولت علي.
الخبر: أخذت حقي.
المبتدأ: و الله لأشكونك للقضاء.
الخبر: ذلك بيننا.
المشهد الثاني
(في مجلس القضاء : قاض خلف مكتبه، كاتبان عن يمين و عن يسار، أمام كل كاتب منهم سجلات، عامل يقوم بإيصال المعاملات، و جندي"
القاضي : ما القضية الآن؟
أحد الكتاب : القضية (35)، و يناوله القضية.
القاضي : يطلب من العامل أن ينادي على القضية.
العامل : القضية (35)
(يدخل المبتدأ و الخبر و معهما اثنان)
القاضي : أين الخصمان؟
المبتدأ و الخبر : نعم يا فضيلة القاضي
(القاضي يشير إلى الرجلين الآخرين من أنتما)
أحدهما : أنا محام هذا الرجل، و يشير إلى المبتدأ.
الآخر : أنا محام عن هذا الرجل، و يشير إلى الخبر.
القاضي : اجلسوا.
(يجلس المبتدأ، و الخبر امام القاضي، و محام كل منهما بجانب صاحبه)
القاضي : من المدعي؟
المبتدأ: أنا يا فضيلة القاضي.
القاضي : ما دعواك؟
المبتدأ: منذ خلقت، و أنا الأول، لا أحد بتقدم علي، عالي الهمة، مرفوع الرأس، واضح المكان، و الكل يأتمر بأمري، و تُسند لي مهمات الأمور.
القاضي : وماذا في ذاك؟
المبتدأ: جاء هذا الرجل (و يشير إلى الخبر) يريد أن ينازعني في هذه المنزلة و يقول : إنه هو الذي حكم بفضلي، و إنني بدون لا شيء، و ليس لي أي هدف، أو معنى.
القاضي : هل لديك أقوال أخرى؟
محامي المبتدأ : نعم يا فضيلة القاضي
القاضي : ماذا لديك؟
المحامي : لقد تطاول هذا الرجل على موكلي، ووصفه بالخمود و عدم الصمود، بل يرى أن موكلي لا شيء بدونه.
القاضي : أين المدعي عليه.
الخبر: نعم يا فضيلة القاضي.
القاضي : ماذا لديك؟
الخبر: كل ما قاله خصمي صحيح، و أنا قلته، و لا أنكر ذلك، فهو لا شيء بدوني، و أنا الذي أحكم بفضله. فهذا المكان - يا فضيلة القاضي - هل له قيمة بدونك؟ و هل يمكن أن يحقق عدلا؟
القاضي : أهذا ما قصدت؟
الخبر: نعم
القاضي : هل لديك أقوال أخرى؟
محامي الخبر : نعم يا فضيلة القاضي.
القاضي : ماذا لديك؟
المحامي : لقد تطاول هذا الرجل على موكلي، و قال : إنه لا يستطيع أن يعيش وحيدا، و إن له وجوه عدة.
القاضي : الحكم بعد المداولة....
(يسدل الستار ثم يفتح..)
الحاجب يصرخ : محكمة القاضي يضرب على الطاولة بمطرقته الخشبية و يصدر الحكم:
بسم الله، و الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله سيدنا محمد و على أله و صحبه و من والاه أما بعد:
فبناء على ما ثبت لدي، و إجابة المدعى عليه، و رأي دفاع كل منهما حكمتُ بالآتي :
أولا : إن كلا الطرفين عالي الهمة، مرفوع الرأس، واضح المكان.
ثانيا : يبقى المدعى في مكانه الذي هو فيه، و هو (الابتداء)، و للمدعى عليه أن يأتمر بأمره. (يظهر المبتدأ ابتسامة خفيفة تدل على الرضا بالحكم).
ثالثا : يكون للمدعى عليه الحكم الفصل بفضل المدعى، و يخبر عنه، و على المدعى أن يقبل حكمه (يظهر الخبر ابتسامة خفيفة تدل على الرضا بالحكم).
رابعا : لا ينفصل الاثنان عن بعضيهما بأي حال من الأحوال، و تبقى علاقتهما مستمرة للأبد.
خامسا : يكون المدعى هو المبتدأ، و المدعى عليه هو الخبر...رفعت الجلسة...
يتعانق المبتدأ و الخبر، و يصيح الجميع (يحيا العدل، يحيا العدل)