النص السماعي مكتوب اكتشف ذاتك pdf
مرحبا بك في مدونة معلمي؛
نقدم لك النص السماعي مكتوب اكتشف ذاتك pdf
- نص التواصل الشفهي ، النص السماعي 1
- المجال الثاني 5 تحديات العالم المعاصر
التواصل الشفهي / نص سماعي (1) / المجال :5 : تحديات العالم المعاصر
اكْتَشِفْ ذاتك
كَانَ عَرْضُ عَازِفِ الْكَمانِ الْفَرَنْسِي، الَّذِي تَقَدَّمَ لِلْعَزْفِ أَمَامَ لَجْنَةٍ تَتَضَمَّنُ سَبْعَةَ موسيقيين مشهورين كَفِيلاً بِتَحْدِيدِ مُسْتَقْبَلِهِ الْمِهْنِي مِنْ دُونِ وُجودِ أَي فُرْصَةٍ لِلْإِعادة ... وَحِينَ بَدَأَ بِالْعَزْفِ انْقَطَعَ أَحَدُ أَوْتَارِ الْكَمَانِ فَاسْتَمَرَّ فِي الْعَزْفِ بِالْمُسْتَوى نَفْسِهِ، وَلَكِنْ سُرْعَانَ ما أَنْقَطَعَ الْوَتَرُ الثَّانِي ثُمَّ الثَّالِثُ، وَلَمْ يَتَبَقَّ إِلَّا الرَّابِعُ فَاسْتَمَرْ بِالْعَزْفِ حَتَّى انْتَهى مِنَ الْمَقْطُوعَةِ كُلَّها. فَأَعْطَتْهُ اللَّجْنَةُ الدَّرَجَاتِ كَامِلَةً، لَيْسَ لِجَمَالِ عَزْفِهِ فَقَطُّ، بَلْ لِشَجَاعَتِهِ وَإِصْرَارِهِ وَتَحَدِّيهِ وَعَدَمٍ أَنْسِحَابِهِ.
تُؤَكِّدُ لَنا هَذِهِ الْقِصَّةُ أنْ أفعالاً صغيرَةً تَقودُكَ إلى نجاحاتٍ كَبِيرَةٍ ، وَتَحَدِّيَاتُكَ تُحَقِّقُ طموحاتِكَ فِي الْحَيَاةِ وَإِنْ حَدَثَ لَكَ أَنْ تَعَثَّرْتَ فِي تَحْقِيقِ أَمْرٍ ما ، فَاعْتَبِرْ ذَلِكَ تَجْرِبَةً تَعَلَّمْتَ مِنْهَا وَاسْتَفَدْتَ مِنْهَا، وَحافِزاً لَكَ عَلَى التَّحَدِّي وَالْوُقوفِ بَعْدَ كَبْوَتِكَ.
إِنْ تَوَقُفَكَ عَنِ المُحاوَلاتِ، وَقُبُولَكَ بِالْفَشَلِ هُوَ السَّبَبُ فِي فَشَلِكَ لَيْسَ الْمُهِمُ مَا حَدَثَ لَكَ فِي الماضي وَلَكِنْ ماذا سَتَفْعَلُ الْآنَ، نَعَمْ، الآنَ هُوَ الَّذِي سَيَضَعُ الْفَرْقَ فِي حَياتِكَ، وَلِكَيْ تَتَغَيَّرَ الْأُمُورُ يَجِبُ أَنْ تَتَغَيَّرَ أَنْتَ وَلَيْسَ الْآخَرِينَ. لا تَرْضَ أَنْ تَعيشَ عَلى هامش الْحَيَاةِ. إِنَّهُ مِنَ الْمُسْتَحِيلِ أَنْ تُغَيْرَ أَمْسَكَ ... وَقَدْ يَكُونُ صَعْباً أَنْ تُغَيِّرَ يَوْمَكَ، وَلَكِنْ بِالتَّعَلُّمِ مِنْ فَشَلِكَ وَأَخْطَائِكَ فِي الماضي، وَتَحَدِّيكَ لِعَقباتِ حَاضِرِكَ، تَبْنِي مُسْتَقْبَلَكَ لِأَنَّ قُدْرَتَكَ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ مَحْدُودَةٍ.
بَعْضُ النَّاسِ يَشُقُّ مَسارَهُ فِي الْحَيَاةِ وَاضِعًا فَشَلَهُ أَمامَهُ، وَالْبَعْضُ الْآخَرُ يَمْشِي فِي الْحَيَاةِ تاركًا الماضي مَعَ ماسيهِ وَإِحباطاتِهِ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَيَنْطَلِقُ مِنْ جَدِيدٍ فِي تَحَدِّي الْعَقَبَاتِ.
فَحَدِّدْ مِنْ أَيِّ الصِّنْفَيْنِ أَنْتَ.
تَقُولُ الْحِكْمَةُ : « اِذْهَبْ خَلْفَ حُلْمِكَ في تَحَدُّ وَعَزْمٍ وَتَصْمِيمٍ، فَإِمَّا أَنْ تَنْجَحَ، وَإِمَّا أَن تَتَعَلَّمَ وَتَكْبُرَ. »
رُبَّما مَا يَرَاهُ النَّاسُ مِنْكَ فَشَلَّا هُوَ فِي الْحَقِيقَةِ خُطُوَةٌ نَحْوَ نَجَاحِكَ الْأَكيد، لِذَلِكَ أُريدُكَ أَنْ تَكُونَ رَجُلَ التَّحَدِّياتِ، وَتَأْكُدُ بِأَنَّ النَّجاحَ هُوَ قَرارٌ تَتَّخِذُهُ أَنْتَ وَلَيْسَ غَيْرُكَ، الْآنَ وَلَيْسَ غَداً !
محسن جبار / قصص علمتني الحياة
الجزء 3 (بتصرف)
-177-
إرسال تعليق