النص السماعي مكتوب كن كقلم الرصاص pdf
مرحبا بك في مدونة معلمي؛
نقدم لك النص السماعي مكتوب كن كقلم الرصاص pdf
- نص التواصل الشفهي ، النص السماعي 1
- المجال الثاني 2 المواطنة و السلوك المدني
التواصل الشفهي / نص سماعي (1) / المجال 2 : المواطنة والسلوك المدني
كُنْ كَقَلَمِ الرَّصاصِ
كانَ الْوَلَدُ الصَّغِيرُ جَالِساً يُراقِبُ جَدَّهُ يَكْتُبُ رِسالَةٌ، وَفَجْأَةً سَأَلَهُ : « جَدِّي هَلْ تَكْتُبُ حِكَايَةٌ حَدَثَتْ لَنا ؟ وَهَلْ تَتَحَدَّثُ عَنِّي ؟ ... ». تَوَقَّفَ الْجَدُّ عَنِ الْكِتَابَةِ، وَابْتَسَمَ فِي وَجْهِ حَفِيدِهِ، وَقَالَ : « أَجَلْ، إِنَّهَا قِصَّةٌ تَحْكِي عَنْكَ، هَذَا صَحِيحٌ، لَكِنَّ الْقَلَمَ الَّذِي أَسْتَخْدِمُهُ أَكْثَرُ أَهَمْيَةً مِنَ الْكَلِمَاتِ التي أَكْتُبُها أَتَمَنَى أَنْ تُشْبِهَ هَذا الْقَلَمَ عِنْدَمَا تَكْبُرُ ».
فَحَصَ الصَّبِيُّ قَلَمَ الرَّصاصِ بِفضول عابرٍ، فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ مَا هُوَ جَديرٌ بِالاهْتِمَامِ، وَقَالَ : « إِنَّهُ قَلَمُ رَصَاصٍ كسائر الأقلام جميعها، لا شَيْءٍ فِيهِ مُمَيَّنٌ ! ». رَدَّ الْجَدُّ : « كُلُّ شَيْءٍ يَكْمُنُ فِي الطَّريقَةِ الَّتِي نَنْظُرُ بِها إلى الأَشْياءِ. إِنَّ هَذَا الْقَلَمَ يَتَمَيَّزُ بِخَمْسِ صِفاتٍ، إذا تَحَلَّيْتَ بِهَا، سَتَجْعَلُكَ تَعيشُ دَوْماً فِي سَلام.
الصفة الأولى : فَأَنْتَ كَما تَراني، أُمْسِكُ الْقَلَمَ بِيَدِي، وَأَوَجْهُهُ كَما أَشَاءُ. إذاً، فَأَنْتَ فِي هذا الْعَالَمِ يُمْكِنُكَ الْقِيامُ بِأَشْيَاءَ رَائِعَةٍ، وَلَكِنْ لا تَنْسَ أَنَّ يَدَ اللَّهِ تُوَجْهُكَ وَتُرْشِدُكَ إِلَى الْخَيْرِ. فَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَاسْتَعِنْ بِهِ فِي سَائِرِ أعمالِكَ وَسَتَنْجَحُ لا مَحالَةً.
الصَّفَةُ الثَّانِيَةُ : كَما تُلاحظ ، لا مَنْدوحَةَ مِنْ وَقْتٍ لِآخَرَ مِنْ أَنْ أَتَوَقَّفَ لِأَبْرِيَ الْقَلَمَ الْمِبْرَاةُ تُؤْلِمُهُ، وَلَكِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْهَا أَكْثَرَ قُوَّةً وَعَزْماً عَلَى الاسْتِمْرارِ فِي وَظيفَتِهِ. لِذَلِكَ، تَعَلَّمْ كَيْفَ تَتَحَمَّلُ بَعْضَ الْآلَمِ ما دامَتْ تُقَوِّيكَ....
الصَّفَةُ الثَّالِثَةُ : يُتيحُ لَكَ قَلَمُ الرَّصاصِ دَوْماً اِسْتِخْدامَ الْمِمْحَاةِ لِمَحْوِ كُلِّ ما هُوَ غَيْرُ مُلائِمٍ وَلْتَعْلَمْ أَنَّ مَا نمحوهُ لَيْسَ بِالضرورَةِ خَطَأً، إِذْ قَدْ يَكُونُ الْمَحْوُ مِنْ أَجْلِ تَجْوِيدِ مَا كَتَبْناهُ، أَوْ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونُ ضَرُورِياً لِلْإِسْتِمْرَارِ في الطريق الْمُسْتَقِيم .
الصَّفَةُ الرَّابِعَةُ : ما يَهُمُ فِي هَذَا الْقَلَمِ حَقًّا لَيْسَ خَشَبُهُ أَوْ مَظْهَرُهُ الْخارِجِيُّ، بَلْ مَعْدِنُهُ الدَّاخِلِيُّ لِذَلِكَ كُنْ حَذِراً فيما يَطْرَأُ فِي دَواخِلِكَ النَّفْسِيَّةِ مِنْ تَغْييرٍ، وَأَهْتَمْ بِهِ أَكْثَرَ مِمَّا تَهْتَمُ بِالْمَظَاهِرِ الْخارِجِيَّةِ ...
الصَّفَةُ الْخَامِسَةُ : وَتَتَمَظْهَرُ فِي أَنَّ قَلَمَ الرَّصاصِ يَتْرُكُ دائماً أثراً. فَأَعْلَمْ إِذا أَنَّ مَا تَفْعَلُهُ سَيَتْرُكُ فِي حَيَاتِكَ وَحَيَاةِ الآخرين أثراً. لذلك، كُنْ واعِياً ودارياً بكُلِّ ما تَفْعَلْهُ ». (284) كلمة)
Paulo Coelho. The story of the pencil.
ترجمة عبدو حقي (بتصرف). الأحداث المغربية
2019/12/11 العدد 6998 بتاريخ
-119-
إرسال تعليق