التواصل الشفهي / نص سماعي /3 / المجال 2 : المواطنة والسلوك المدني 

كَرَمُ حَاتِمٍ 

التقويم والدعم / الأسبوع 5 

كان حاتم الطائي مِنْ أَكْثَرِ الْعَرَبِ شُهْرَةً بِالْكَرَمِ. وَكَانَتْ أُمُّهُ عَتَبَةُ بِنْتُ عَفِيفٍ) ثَرِيَّةً وَسَخِيَّةً، لَكِنْ إِخْوَتَهَا حَجَرُوا عَلَيْهَا، وَمَنَعُوهَا مِنْ مالِها خَوْفاً مِنْ صَرْفِهِ عَلَى السَّائِلِينَ دونَ حِسَابٍ. وَلَمَّا زارَ حَاتِمُ الشَّامَ، تَزَوَّجَ (ماوِيَةَ) الْغَسَانِيَّةَ. 

وَيُروى أَنَّ زَوْجَتَهُ (مَاوِيَةَ) سُئِلَتْ مَرَّةً عَنْ بَعْضِ مَكارِمِهِ، فَقَالَتْ : « أَعْجَبُ ما رَأَيْتُ مِنْ حَاتِمٍ، أَنَّهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ عَامِ الْقَحْطِ، لَمْ نَجِدْ مَا نُطْعِمُ بِهِ ابْنَيْنَا، فَجَعَلْنا تُلهيهما حَتَّى ناما. وَفَجْأَةً، أَقْبَلَتْ عَلَيْنَا امْرَأَةٌ وَقَالَتْ: « يا حاتِمُ، أَتَيْتُكَ مِنْ عِنْدِ صِبْيَةٍ يَتَعاوَوْنَ كَالذَّنَابِ جوعاً ، فقال لها : « أحضري صِبْيَانَكِ، فَوَاللَّهِ لَأُشْبِعَنَّهُمْ ». فَقَامَتْ مُسْرِعَةً لِتُحْضِرَ أَوْلادَها وَلَمَّا جَاءَتِ، نَهَضَ حَاتِمٌ وَذَبَحَ فَرَسَهُ، ثُمَّ أَوْقَدَ ناراً، وَشَوى بَعْضَ اللَّحْمِ، وَأَطْعَمَ الْمَرْأَةَ وَصِبْيَانَها حَتَّى شَبِعوا، فَأَيْقَظْتُ بِدَوْرِي طِفْلَيْ، وَشَوَيْنَا اللَّحْمَ، وَأَكَلْنا حَتَّى أَكْتَفَيْنَا، فَقَالَ: « وَاللَّهِ إِنْ هَذَا لَهُوَ اللُّؤْمُ، تَأْكُلُونَ وَحالٌ أَهْلِ الْحَيْ كَحالِكُمْ ! »، ثُمَّ أَتى الْحَيَّ بَيْتاً بَيْتاً يَدْعُو النَّاسَ إِلى الطَّعَامِ فِي بَيْتِهِ. أَمَّا هُوَ، فَقَدِ انْزَوى في رُكْنٍ يُراقِبُ النَّاسَ وَهُوَ فِي مُنْتَهَى السَّعادَةِ، رُغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَذُقُ مِنْ لَحْمٍ فَرَسِهِ وَهُوَ أَشَدُّ الناس جوعاً .. 

-122-

ويكيبيديا (بتصرف). الموسوعة الحرة