النص السماعي مكتوب حضارة الإنكا pdf
نقدم لك النص السماعي مكتوب حضارة الإنكا pdf
المجال الأول : حضارات كونية
النص السماعي : 2
كتابي في اللغة العربية السادس
التواصل الشفهي / نص سماعي (2) / المجال 1 : حضارات كونية
حضارة الإنكا
قَامَ شَعْبُ الْإِنْكا) ببناء أمبراطورية قديمة في أمريكا الجنوبِيَّةِ، وَقَدْ كَانَتْ مِنْ أَكْبَرِ الامبراطورِياتِ فِي تِلْكَ الْمِنْطَقَةِ فِي الْعَصْرِ قَبْلَ الْكُولُومُبِي. وَقَدْ شَمِلَتْ أَرْضُ هَذِهِ الْحَضَارَةِ بُولِيقُيَا وَبِيرُو وَإِكوادور وَجُزْءاً مِنَ الْأَرْجَنَّتِينِ وَتُشيلي). وَعُرِفَتْ عَاصِمَتُهُمْ كِسْلُو) - أَوْ مَدِينَةُ الشَّمْسِ الْمُقَدَّسَةِ كَمَا أَطْلَقُوا عَلَيْهَا - بِمَعَابِدِهَا وَقُصُورِهَا الْعَالِيَةِ، وَالَّتِي وَصَلَ ارْتِفَاعُهَا إلى 11 أَلْفَ قَدَمٍ فَوْقَ سَطْحِ الْبَحْرِ فِي جِبَالِ الْإِنْدِينِ). وَتَعْنِي كَلِمَةٌ إِنَّكَا الْمَالِكَ أَوِ الْاَبْنَ الْأَوْحَدَ لِلشَّمْسِ وَعُرِفَتِ اللُّغَةُ الرَّسْمِيَّةُ لِحَضَارَةِ الْإِنْكَا بِأَسْمِ (رونا سيمي)، وَهِي لَمْ تُكْتَبْ قَطُّ، بَلْ تَمْ تَوَارُتُهَا شَفَهِيَّةً. وَاسْتَمَرَّتْ حَضَارَةُ الْإِنْكَا حَوَالَيْ مَائَةَ عَامٍ، وَبَعْدَ الرَّخَاءِ، انْقَسَمَتِ الْإِمْبِرَاطُورِيَّةُ إِلَى قِسْمَيْنِ، فَانْتَهَزَ الْإِسْبَانُ الْفُرْصَةً وَقَامُوا بِغَزُوهَا وَتَدْمِيرها.
وَضَعَتْ حُكُومَةً شَعْبِ الْإِنْكَا يَدَهَا عَلَى الْأَرْضِ لِضَمَانِ قوتِ الشَّعْبِ وَمَوَارِدِهَا مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَمَعَادِنَ أُخْرَى، كَمَا وَضَعَتْ يَدَها عَلَى الْمَاشِيَةِ، وَخَاصَّةً حَيَوَانِ اللَّاما الَّذِي يُعَدُّ مِنْ أَهَمْ وَسَائِلِ الْمُواصَلاتِ فِي حَضَارَةِ الْإِنْكا. وَبَرَعَ شَعْبُ الإِنكا في الزراعَةِ، حَيْثُ كَانَتْ لَهُمْ خِبْرَةٌ فِي إِنْتاجِ الْمَحاصيلِ وَشَقِّ السَّواقِي لِجَلْبِ الْمَاءِ مِنَ الْمَناطِقِ الْجَبَلِيَّةِ لِسَقْيِ الْحُقولِ. وَبَنَوْا جُسُوراً مَصْنوعَةً مِنَ الصَّفْصَافِ الْمَجْدُولِ بِالْجِبَالِ وَأَغْصَانِ الْكَرَمِ. بِالْإِضافَةِ إِلى ذَلِكَ، أَتْقَنَ الْإِنْكيون نَسْجَ الْقُطْنِ بِمَهارَةٍ فَائِقَةٍ حَتَّى كَانَ يَبْدُو كَالْحَرِيرِ، وَكَانُوا يَحِيكُونَ مَلَابِسَهُمْ، وَيَصْنَعُونَ أَحْذِيَتَهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ، كَما كانوا يُسَبِّكُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ. وَقَدْ تَوَصِّلَ شَعْبُ الْإِنْكَا إِلَى بِناءِ دَوْلَةِ الْعَدالَةِ الاجْتِمَاعِيَّةِ، مِنْ خِلالِ وَضْعِ الْقَوَانِينِ، فَكَانَ لِكُلِّ عَائِلَةٍ مِقْدَارٌ مُعَيَّنٌ مِنْ مَحْصُولِ الْأَرْضِ. وَكَانَ الْعَجَزَةُ وَكِبَارُ السِّنِّ وَالْفُقَرَاءُ يَلْقَوْنَ رِعايَةً مِنَ الْمُجْتَمَعِ. وَقَدِ اعْتَمَدَ الْإِنْكِيون قانوناً صَارِماً في مُعاقَبَةِ كُلِّ لِصُ أَوْ كَاذِبٍ أَوْ كَسْلانَ، وَسَرى هذا القانونُ بِقُوَّةٍ عَلَى الْجَمِيعِ.
بَنِي الْإِنْكِبُونَ هَرَماً اجْتِمَاعِياً، رَأْسُ الْهَرَمِ تُمَثَلُ الْحَاكِم، ثُمَّ تَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ طَبَقَةُ النُّبَلَاءِ، ثُمَّ عَامَّةُ الشَّعْبِ وَيَلِيهِمْ خَدَمُ الْمَنازِلِ وَالْعَبِيدُ. وَيُعْتَبَرُ الْمَلِكُ وَالْمَلِكَةُ مُنْحَدِريْنَ مِنْ إِلَهِ الشَّمْسِ، وَكَانَتِ الْمَلِكَةُ تُعْرَفُ بِاسْمِ (كويا). وكان الزواجُ عِنْدَ الْإِنْكِتِينَ مَبْنِياً على التكاثرِ الْعَدَدِي لِحَاجَتِهِمْ لِأَيادٍ كَثِيرَةٍ تُساعِدُ فِي الْعَمَلِ. وَأَهْتَمْ الْإِنْكِبُونَ بِالْمَرْأَةِ، حَيْثُ كَانَ لَها دَوْرٌ أَساس في حضارَةِ الْإِنْكا، وَيُعْتَمَدُ عَلَيْها إلى جانِبِ الرَّجُلِ فِي الزِّرَاعَةِ وَالرَّعْيِ وَتَرْبِيَةِ الْأَبْناءِ.
-100-
عن موقع عطلة - بتصرف
إرسال تعليق