النص السماعي (ضيعة الحاج محمد التهامي) pdf

-A A +A

النص السماعي (ضيعة الحاج محمد التهامي) مكتوب

تحميل النص بجودة عالية

النصوص السماعية الخاصة بالوحدة الرابعة: مجال الفلاحة و الصناعة و التجارة

مجال الفلاحة و الصناعة و التجارة

الأسبوع الثاني

ضَيْعَةُ الْحاجِ مُحَمَّدٍ التُّهاميِّ

كان حي المخفيةِ من أكثر الأحياء الراقية حركة في فصل الربيع؛ فمعظم سكانه يتصلون بالأرض و يملكون خارج المدينة ضيعات صغيرة أو كبيرة؛ و من ثم كان الحي يحفل في ربيع كل سنة بحركة دائبة لسكان البوادي، كما يحفل في فصل الصيف و الشتاء بحركة البغال و الحميل تحمل إنتاج الحقول.

و كان الحاج محمد يملك ضيعة واسعة في (أولاد جامع)، و رث معظم أرضها، وا شترى كثيرا من الهكتارات من السكان الذين كانوا يستدينون منه، فيدينهم حتى اذا استغرق الدين الأرض، فاوضهم في التنازل عنها مقابل ديونه، فتنازلوا مكرهين، و لكنهم ظلوا يسكنون الضيعة و يحرثونها لصالح الحاج محمد. كان هو يرضى عن عملهم الذي واصلوه كما لو كانت الأرض لاتزال في ملكهم، و كانوا راضين عن معاملته التي كانت تتسم بشيء من الأريحية كما لو أنه لايزال جارا لهم.

و انتقل الحاج محمد من الضيعة تحذوه الرغبة في أن يرى بوادر طيبة لإنتاج السنة في السنابل المخضرة، و فيها نعاج و خراف و أبقار تغدو و تروح مزهوة بالربيع، و صحبت الحاج محمدا عائلته جميعها. فمن حقها أن تتنزه، و أن تغادر جدران البناية الفاخرة مرة كل سنة لتنطلق في الوهاد و الهضاب تنعم بالخضرة و الهواء النقي، و تدفن سأم الحياة في عالم الحرية و الهواء الطلق.

كان الحاج محمد يجد متعة في جولة ينظمها رؤساء الفلاحين، يركب لها بغلة مسرحية، لزيارة ناحية من نواحي أرضه. لم تكن المنطقة التي يزورها بعيدة عن الضيعة، و مع ذلك فهو يفضل أن يركب محاطا بالمشرفين على الفلاحة، و يهيؤون له الجو و هو يزورهم بعيدة عن الضيعة، و مع ذلك فهو يفضل أن يركب محاطا بالمشرفين على الفلاحة، و يهيؤون له الجو و هو يزورهم مرة كل سنة.

عبد الكريم غلاب، رواية دفتا الماضي، دار الثقافة، الطبعة 1966/2، ص 98/99 (بتصرف)

شارك المقال لتنفع به غيرك

7774673206035171072
https://www.moualimi.com/