النص السماعي ( لعبة الشطرنج) مكتوب
كتاب التلميذ المنير في اللغة العربية
مجالات الهويات
الأسبوع الثاني
لعبة الشطرنج
كنت ألاعب الجهاز أول دور شطرنج، و أشعر أنه يتباطأ بعد خسارة أي قطعة، أما لعبي مع أصدقائي الهوات فكنت أخرج من المأزق بفضل تلك اللعبة المشتركة التي نتبادلها مع من نلعب معهم، أ, ممن يتفرجون على جولتنا، لكن لعبة الشطرنج مع لاجهاز كان لها طعم خاص، خال من الخواطر و الأحاسيس، كنت أواصل اللعب معه متحاملا على نفسي، و قائلا لها في الوقت نفسه: إنه مجرد لعبة من بيت مئات اللعب الأخرى، و إن كنت أهواها و أعشقها و أمارس فهيا براعتي في تحريك القطع على اللوح، لأحاصر ملك الصوم أو لأحصن الدفاع عن مليكي.
كنت مغرما بجمع الأخبار من أصدقائي الذين كانوا يمارسون نفس الهواية على هذا الجهاز في بيوتهم، و كان يزيد من نشاطي أني كلما جلست للعب معه أحسست بأني أوشك على الفوز عليه، فأبرهن لأطفالي و لنفسي أنني مازلتكا كنت لاعب الشطرنج عارفا بقوانين اللعبة، و قادرا على الانتصار، إنها هوايتي الوحيدة أنتشي بها عندما أربح الجولة و أصبر إذا ما خسرتها.
كان عنادي يركب رأسي و يدفعني دفعا لمواصلة اللعب حتى لو اعتذر من يلاعبني بشتى الأعذار، و حاول زميل له أو صديق أن يتطوع لملاعبتي بدلا عنه؛ كنت أرفض بشدة، و أصر على إجباره ليعاود اللعب، و أرغبه في الانتصار علي؛ و كان الأمر يصل أحيانا إلى المشاحنات بأصوات مرتفعة، كنت أشعر بالنشوة، و أحزم أمري عازما على تعويض خسارتي عند بدء الدور الجديد، و قد تزايد عدد المشاهدين.
كنت أشعر أنني صرت مسؤولا أمام نفسي، و أمام أصدقائي، و أنه يلزم أن أنتصر مستجمعا قدراتي و تواريخ انتصاري السابقة، فأنتوي الفوز على خصمي بنحو مباغث يستفزه، و يدعوه لمطالبتي بملاعبته دورا جديدا واهما أنه سوف يحسم الأمر لمصلحته، و لكنه في غالب الحالات كان يخسر، و أستعيد أنا ثقتي بنفسي بعد أن اهتزت سابقا.
أحمد الشيخ لعبة الصحو " قصة" العربية عدد 546/2004 ص. 129-126 بتصرف
مجالات الهويات
الأسبوع الثاني
لعبة الشطرنج
كنت ألاعب الجهاز أول دور شطرنج، و أشعر أنه يتباطأ بعد خسارة أي قطعة، أما لعبي مع أصدقائي الهوات فكنت أخرج من المأزق بفضل تلك اللعبة المشتركة التي نتبادلها مع من نلعب معهم، أ, ممن يتفرجون على جولتنا، لكن لعبة الشطرنج مع لاجهاز كان لها طعم خاص، خال من الخواطر و الأحاسيس، كنت أواصل اللعب معه متحاملا على نفسي، و قائلا لها في الوقت نفسه: إنه مجرد لعبة من بيت مئات اللعب الأخرى، و إن كنت أهواها و أعشقها و أمارس فهيا براعتي في تحريك القطع على اللوح، لأحاصر ملك الصوم أو لأحصن الدفاع عن مليكي.
كنت مغرما بجمع الأخبار من أصدقائي الذين كانوا يمارسون نفس الهواية على هذا الجهاز في بيوتهم، و كان يزيد من نشاطي أني كلما جلست للعب معه أحسست بأني أوشك على الفوز عليه، فأبرهن لأطفالي و لنفسي أنني مازلتكا كنت لاعب الشطرنج عارفا بقوانين اللعبة، و قادرا على الانتصار، إنها هوايتي الوحيدة أنتشي بها عندما أربح الجولة و أصبر إذا ما خسرتها.
كان عنادي يركب رأسي و يدفعني دفعا لمواصلة اللعب حتى لو اعتذر من يلاعبني بشتى الأعذار، و حاول زميل له أو صديق أن يتطوع لملاعبتي بدلا عنه؛ كنت أرفض بشدة، و أصر على إجباره ليعاود اللعب، و أرغبه في الانتصار علي؛ و كان الأمر يصل أحيانا إلى المشاحنات بأصوات مرتفعة، كنت أشعر بالنشوة، و أحزم أمري عازما على تعويض خسارتي عند بدء الدور الجديد، و قد تزايد عدد المشاهدين.
كنت أشعر أنني صرت مسؤولا أمام نفسي، و أمام أصدقائي، و أنه يلزم أن أنتصر مستجمعا قدراتي و تواريخ انتصاري السابقة، فأنتوي الفوز على خصمي بنحو مباغث يستفزه، و يدعوه لمطالبتي بملاعبته دورا جديدا واهما أنه سوف يحسم الأمر لمصلحته، و لكنه في غالب الحالات كان يخسر، و أستعيد أنا ثقتي بنفسي بعد أن اهتزت سابقا.
أحمد الشيخ لعبة الصحو " قصة" العربية عدد 546/2004 ص. 129-126 بتصرف