كتاب التلميذ: الواحة في اللغة العربية المستوى الرابع المنهاج الجديد
الخط المغربي
يشمل الخط المغربي مجموع خطوط المغرب و الأندلس، و التي تميزت تاريخيا بوحدة ذهنية و مذهبية و حضارية ذات خصوصيات واضحة المعالم، عليها قامت الحضارة المغربية الأندلسية التي تفاعلت فيها عناصر عربية و أمازيغية و إفريقية و أوروبية.
و يطلق مصطلح الخط المغربي أيضا على الخطوط التي نشأت بالمغرب الأقصى وحافظ عليها أهله.
انتشر الخط العربي ببلاد المغرب بالموازاة مع انتشار تعاليم الإسلام منذ القرن الهجري الأول، و أقبل الأمازيغ على تعلم الخط بموازاة إقبالهم على حفظ القرآن الكريم و ذلك للتمكن من كتابته، و بالتدريج استقر الخط الجديد في مدوناتهم و ثقافتهم.
و مع انتقال الخط الأندلسي إلى المغرب في مرحلة مبكرة، أي منذ العصر الموحدين استمرت وثيرة تطوره، و طهرت ملامح تميزه عن الخط الأندلسي تدريجيا حتى أصبح يُعرف بخط المغاربة حيث أصبح الخط الكوفي المغربي فنا قائما بذاته، و تعددت أساليب في النقش على المعمار و كتابة سور القرآن، و اتخذ الخط المبسوط لكتابة مصاحف القرآن الكريم، و ظهر خط للتدوين على نطاق واسع في التأليف المهمة، و الظهائر؛ عُرف فيما بعد بالخط المجوهر.
ليس للخطوط المغربية قواعد قياسية مضبوطة، على شاكلة الخطوط المشرقية التي ضبطت بمقاييس نقطية استجابة لنظرية الخط التي وضع أسسها ابن مقلة، لكن بالمقابل نجد في الخط المغربي حضور نوع آخر من المقاييس و هي المقاييس البصرية التي تعتمد على احترام شكل الحرف و نسبته بين الحروف، و انسجامه التركيبي و حيويته التشكيلية.
كان للخط المغربي إشعاع كبير واكب حيوية الثقافة المغربي و امتدادها سواء في اتجاه الجنوب نحو إفريقيا أو في امتداد الشرق نحو بلدان المغرب العربي الأخرى.
الخط المغربي، تاريخ وواقع و آفاق، عمر أفا و محمد المغرواي...وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية...مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء من صفحة 29 (بتصرف)