الحكاية الثانية
بيتٌ في خطر
كان السيد علال يسكن في قرية صغيرة مع زوجته شامة و طفلهما.
كان البيت مليئا بأشياء كثيرة مبعثرة على الأرض؛ الأحذية مرمية هنا و هناك، و الملابس مشتتة فوق الأفرشة، و أدوات المطبخ تملأ المكان صباحا و مساء، و الدجاجات تتنقل ما بين الخم و الغرفة حتى إنها أحيانا كانت تبيض وراء باب البيت.
كان ابنهما الصغير يعبث بكل ما يصادفه أمامه.
نبه الجيران السيد علالا مرات عديدة لكنه لم يكن يكترث لما يقولون، بل كان يضحك بصوت قوي: " ها ها ها ..." و كانت زوجته تضحك لضحكاته.
كان كل من زار هذا البيت يخرج منه متذمرا و منزعجا، فمنهم من كان يجرؤ على إبداء النصيحة، و منهم من كان يكتم غيظه و ينصرف متأففا.
و في يوم من الأيام، بينما كان الطفل الصغير يلعب بولاعة وجدها قبالته شبت النار.
و فجأة علا صوت من داخل المنزل : " واه...واه" ، و بدأنا نسمع صراخا اختلط فيه بكاء الطفل مع قوقأة الدجاجات.
صرخت : " نار نار" ، و هرعت نحو المنزل، و انتزعت الصغير من ألسنة النار.
من حسن الحظ، لم يصب الطفل بأذى بينما كان الجيران يتعاونون على إطفاء النيران، حضر رجال المطافئ.
قلت للسيد علال و زوجته:
" كم مرة طلبت منكما أن تصنعا خزانة ترتبا على رفوفها قنينة الغاز و الولاعة و الآلات الحادة و كل ما يمكن أن يؤذي طفلكما!"
و قالت الجارة فاطمة:
" يا شامة، حمدا لله على سلامة طفلك، لكن من الآن لا تتركي الأشياء الخطيرة في متناول طفلك. فمن الممكن أن يعرض طفلك نفسه للجرح و هو يتناول آلة حادة أو يتسمم بأكل ما يلتقطه من الأرض".
أجابت شامة متأسفة:
" نحمد الله على سلامة ابننا. لكن علينا من الآن فصاعدا أن نعمل على وقايته من المخاطر، و تجنيب بيتنا مثل هذه الحوادث.
هيوهوز، ترجمة: ماجد حلاوي، حكايات و قصص من طفل إلى طفل 15، العائلة ها ها، الحوادث المنزلية، الطبعة العربية الأولى 2007 - بتصرف