أستاذ يفترش الأرض ويلتحف السماء بعد 20 سنة من التدريس

-A A +A

 أستاذ يفترش الأرض ويلتحف السماء بعد 20 سنة من التدريس



عبد الكريم وكيل، رجل يبلغ من العمر 58 سنة، اشتغل في الوظيفة العمومية أزيد من 20 سنة، أستاذا للغة الفرنسية، وقضى مدة طويلة من حياته في التدريس بالثانوية التأهيلية سيدي عمرو بالجماعة الترابية تزارين، إقليم زاكورة، قبل أن ترميه الأقدار في شوارع مدينة ورزازات متشردا، بعدما تخلت عنه كل من الوزارة الوصية على قطاع التعليم وعائلته التي أهملته.

عبد الكريم وكيل، المزداد سنة 1960، مازال جميع زملائه الأساتذة وتلامذته يتذكرونه بتلك الكلمات "الفرنسية" التي كان ينطق بها في حجرات الدرس، وكان رجلا مثقفا، بما تحمله الكلمة من معنى، ولم يكن أحد يخطر بباله أن أستاذا تابعا لمؤسسة رسمية قضى عقدين في التوظيف العمومي أن تكون نهاية حياته في الشارع متعرضا للشمس والمطر، وللبرد وللحرارة.

منير املاكو، أستاذ سابق بثانوية سيدي عمرو بجماعة تزارين، أوضح أن الأستاذ "المتشرد" بعد مغادرته الوظيفة العمومية لأسباب مجهولة وعدم اتخاذ وزارة التربية الوطنية أي خطوة لتوجيهه إلى إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية أو إلى المستشفى لفحص حالته الصحية والعقلية، "اتخذ أزقة وشوارع ورزازات مأوى له ومسكنا، لا تفارقه قنينة الخمر التي كان يعتبرها كل شيء بالنسبة إليه"، بتعبير املاكو.

ولفت المتحدث، في تصريح مقتضب لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن مسؤولية تشرد الأستاذ المعني بالأمر "تتحملها وزارة التربية الوطنية، والنقابات التعليمية التي تخلت عنه في وقت كان يحتاج إلى مساعدة ومواكبة نفسية"، مشددا على أن الأستاذ "من حقه الاستفادة من تقاعده باعتباره مسجلا في الصندوق المغربي للتقاعد، وانتشاله من حالة التشرد التي يوجد عليها حاليا، والبحث عن عائلته لإعادته إلى أحضانها".

وأضاف املاكو أن تلاميذ وأصدقاء الأستاذ "المتشرد" قاموا بإنشاء مجموعة عبر تطبيق "واتساب"، يتبادلون من خلالها أخبار الأستاذ وجميع المستجدات المتعلقة به، موردا أن أغلبهم يدعو إلى تنظيم قافلة تضم جمعويين وحقوقيون ونقابات وأصدقاء وتلاميذ الأستاذ لمؤازرته وانتشاله من الشارع.

من جهته، قال مصدر مسؤول، غير راغب في الكشف عن هويته للعموم، إن عبد الرزاق المنصوري، عامل إقليم ورزازات، كلف بشا مدينة ورزازات بنقل الأستاذ المعني بالأمر إلى المستشفى لتشخيص حالته الصحية والعقلية. ولم يستبعد المسؤول أن تكون الكحوليات سببا رئيسيا في الحالة المزرية التي يوجد عليها الأستاذ.

وأضاف المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس، أنه سيتم اتخاذ كل ما يمكن فور الاطلاع على نتائج الفحوصات الطبية التي سيتم إجراؤها للمعني بالأمر، مشيرا إلى أن الأستاذ كان يتعاطى بقوة للسكر، مبرزا أن وضعيته على طاولة عامل الإقليم الذي يواكب حالته وسيعمل على مراسلة الوزارة المعنية بالأمر من أجل التدخل في هذه القضية.

شارك المقال لتنفع به غيرك

7774673206035171072
https://www.moualimi.com/