النص السماعي مَصادِرٌ الطَّاقةِ الجَديدةِ pdf
مرحبا بك في مدونة معلمي؛
نقدم لك النص السماعي الأول : مَصادِرٌ الطَّاقةِ الجَديدةِ pdf
- المجال : الحضارات الكونية
- المستوى : السادس من التعليم الابتدائي في المغرب
- مكون: التواصل الشفهي
- الوحدة: الرابعة 4
- الأسبوع: 18 و 19
- المرجع: منار في اللغة العربية
النص السماعي : مَصادِرُ الطاقة الجديدة
مصادر الطاقة الجديدة
ظَلَّتِ الطَّافَةُ إِحْدى الْقُوى الَّتِي لَعِبَتْ دَوْراً أساسياً في تَقَدُّم الْمُجْتَمَعِ الْإِنْسانِي وَتَطَوُّرِهِ، وَقَدْ أَكَدَ عَدَدٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالْمُفَكِّرِينَ أَنَّ هُناكَ عَلاقَةَ ارْتِبَاطٍ بَيْنَ دَرَجَةِ تَقَدُّم الْمُجْتَمَع وَبَيْنَ نَوْعِ الطَّاقَةِ الَّتِي يَسْتَغِلُّهَا وَطَبِيعَةِ التكنولوجيا النَّاحِمَةِ عَنْ تِلْكَ الطَّاقَةِ، وَاعْتَبَرُوا تِلْكَ الْعَلاقَةَ مِعْياراً لقياس مدى تَقَدُّم الْمُجْتَمَعاتِ. فَما وَصَلَتْ إِلَيْهِ الْحَضَارَةُ الْإِنْسَانِيَّةُ الْآنَ بَعْدَ آلاف السنين كانَ بِفَضْلِ الْجُهودِ الْمُتَواصِلة لاستغلال مُخْتَلِفِ أَشْكالِ الطَّاقَةِ.
وَالسُّؤالُ الَّذِي يَشْغَلُ بال الكثيرينَ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالْمُفَكِّرين ورجال السياسَةِ هُوَ: ماذا سَيَحْدُتُ لِلْحَضَارَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ، بَلْ وَلِلْجِنْسِ الْبَشَرِيِّ بِوَجْهِ عام، إِذا ما نَضَبَتْ هَذِهِ الْمَصَادِرُ الْمَعْرُوفَةُ لِلطَّاقَةِ؟ وَكَيْفَ يُمْكِنُ تَوْفِيرُ الطَّاقَةِ اللَّازِمَةِ لِجَمِيعِ سُكَانِ كَوْكَبِ الْأَرْضِ وَإِذا كان هاجس الْفَلَقِ وَالنَّظْرَةُ التَشاؤُمِيَّةُ هُما مَبْعَثُ مِثْلِ هَذَيْنِ السُّوَالَيْنِ مِنْ قِبَلِ بَعْضٍ الْمُفَكِّرِينَ وَالْعُلَمَاءِ، فَإِنَّ هُناكَ آخَرِينَ يُبَشِّرُونَ مُتَقَائِلِينَ بِأَنَّ عالماً جديداً وَبَدِيلاً عَنْ عَالَمِنَا الرَّاهِنِ، آخِدٌ فِي التَّشَكُلِ. وَأَنَّ ثَمَّةَ خُططاً كَثِيرَةٌ مَدروسةً دراسةً وافِيَةً تَرْتَكِرُ عَلى أَفْكَارِ حَوْلَ إِمْكَانِيَّةِ التَّوَصُّل إلى مَصادِرَ جَدِيدَةٍ مِنَ الطَّاقَةِ الْبَدِيلَةِ خلالَ الْعُمُودِ الْقَلِيلَةِ الْمُقْبِلَةِ.
سَتُمَكِّنُ هَذِهِ الْمَصَادِرُ مِنَ الاسْتِغْنَاءِ عَنِ الاِقْتِصَادِ القائم على مَصادِرِ الطَّاقَةِ التَّقْلِيدِيَّةِ كَالْفَحْمِ وَالْبِتْرُولِ، وَسَتُوَفِّرُ الطَّاقَةَ البديلة اللازمة لجميع سُكَانِ الْأَرْضِ، بِحَيْثُ تُغَطِّي احتياجاتِهِمُ الْمُتَزائِدَةَ، دون الحاقِ الضَّرَرِ وَالدَّمَارِ بِالْبَيِّنَةِ، خاصةً في الْوَقْتِ الَّذِي تَتَعاظَمُ فِيهِ الْمَحَاوِفُ بِخُصوصِ مَخاطِرِ تَلَوَّثِ البيئةِ، وَيُواجِهُ فِيهِ الْعَالَمُ كَثِيراً مِنَ التَّحَدِّيَاتِ النَّاحِمَةِ عَنِ التَّغَيُّرَاتِ الْمُناخِيَّةِ وَيَرَى هَؤُلَاءِ أَنَّ كُلَّ عَجْزِ أَوْ تَعَثُرٍ في هَذا المَنْحَى سَيُؤَدِّي إلى اضطراباتٍ وَأَزْمَاتٍ دَاخِلِيَّةٍ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْمَناطِقِ، وَإِلى نُشوب صراعاتٍ وَحُروبِ حَوْلَ مَصَادِرِ الطَّاقَةِ الْمُتَناقِصَةِ.
لَيْسَ ثَمَّةَ مَفَرُّ إِذَنْ أَمَامَ الْمُجْتَمَعِ الْإِنْسَانِي كُلِّهِ مِنْ أَنْ يَعْمَلَ عَلى خَفْضِ الْمُعَدَّلَاتِ الْحَالِيَّةِ لِاسْتِهْلاكِ الطَّافَةِ، وَأَنْ يَتَحَوَّلَ إلى مَصادِرَ أُخرى لِلطَّاقَةِ لا تَنْصُبُ بِمُرُورِ الزَّمَنِ، وَاسْتِغْلالِها مَضْمُونَةً نَتَائِجُهُ كَما هُوَ الْحَالُ بِالنَّسْبَةِ لِاسْتِخْدامِ الطَّاقَةِ الشَّمْسِيَّةِ، أَوْ طَاقَةِ الرِّيَاحِ، أَوْ طَاقَةِ أَمْواجِ الْبِحارِ وَالْمُحِيطَاتِ، وَكُلُّها احتمالاتٌ تُرَاوِدُ الْخَيالَ الْبَشَرِيَّ الْإِبْدَاعِيَّ فِي محاولاتِهِ الدَّائِمَةِ لِلخروج مِنَ الْخَطَرِ الَّذي يُحِيطُ بِالْإِنْسانِ إِذا نَضَبَتْ مَصادِرُ الطَّاقَةِ الْحَالِيَّةِ قَبْلَ الْحُصُولِ عَلَى الْبَدِيلِ الا كثرِ كَفَاءَةً وَنَظَافَةً وَالْأَقَلِّ تَكْلِفَةً.
أحمد أبو زيد: الطاقة أداة تشكيل في المستقبل مجلة العربي العدد 607 يونيو 2009، من 32. 134 تصرف)
إرسال تعليق